Explore
 Lists  Reviews  Images  Update feed
Categories
MoviesTV ShowsMusicBooksGamesDVDs/Blu-RayPeopleArt & DesignPlacesWeb TV & PodcastsToys & CollectiblesComic Book SeriesBeautyAnimals   View more categories »
Listal logo
Miral review
216 Views
0
vote

(ميرال).. دعوة للتعايش السلمي من دون اساءة او ابتذ


يستند الفيلم (الايطالي، الفرنسي، الاسرائيلي، الهندي) المشترك (ميـرال: 2010) للمخرج الأمريكي (جوليان شنابيل) الى يوميات كتبتها الصحفية الفلسطينية الاصل (رولا جبريل)، وفيه تقدم القضية الفلسطينية بشكلها الانساني بعيدا عن الدماء والدمار، وذلك من خلال حكاية اربع نساء فلسطينيات تسوقهن ضراوة الحياة الى خلق حالة من التعايش السلمي عبر عدة قرارات قد نتفق او نختلف معها.
- الحكاية الاولى: هند
يفتتح الفيلم مشاهده بتكفين وتغسيل امرأة عجوز نكتشف فيما بعد انها (هند الحسيني/ هيام عباس) الناشطة الاجتماعية، التي تُنشأ دارا للأيتام ومن ثم مدرسة للفتيات بمبادرة شخصية منها وبمساعدة ضابط امريكي (ويليم دافو)، وذلك عقب تشرّد 50 طفلا فلسطينيا في أزقة القدس تصادفهم هائمين على وجوههم وهي في طريقها الى عملها، بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية مجازرا بحق عائلاتهم في نكبة العام 1948، وتضطر للاعتناء بهم وتتعهد بحمايتهم وتُغذّيتهم. وبعد ثمانية شهورِ، تأَخذَ الحسيني تقريبا 2000 طفلِ من الملجأ، وتكون معهد دار الطفل، وتعلم الاطفال معاني السلام والتعايش مع الاخر.
- الحكاية الثانية: نادية
يستهل الفيلم حكايته الثانية بمشهد اعتداء جنسي من قبل زوج الام على (نادية: ياسمين المصري) التي تضطر للهرب من عائلتها لتمتهن الرقص في ملهى ليلي، وتدخل السجن لمدة ستة اشهر بسبب ضربها سيدة يهودية على انفها ترى زوجها يتبادل نظرات الاعجاب بها وتصفها بالعاهرة، وهناك تتعرف الى (فاطمة). وبعد خروجها من السجن تتزوج من مؤذن الحرم القدسي جمال (الكسندر صديق)، وينتهي بها مطاف الصراعات النفسية إلى الانتحار غرقا، وتترك ابنتها (ميرال) التي تنشأ في دار هند الحسيني للأيتام.
- الحكاية الثالثة: فاطمة
(فاطمة: ربي بلال) ممرضة ساعدت مصابين أردنيين على الهرب بعدما كانوا يقاتلون في حرب الـ 1967، وتنضم بدورها الى المقاومة وتودع السجن وتُحكم بثلاثة مؤبدات لزرعها قنبلة في صالة سينما في ذلك الحين يرتادها الجنود الاسرائيليون مع فتياتهم.
- الحكاية الرابعة: ميرال
يركز الفيلم على حكاية (ميرال: فريدا بينتو) كونها تشكل محور الفيلم والرابط بين حكاياته السالفة، وبعدما يقدمها طفلة في دار الايتام ويتركها ليستعرض الحكايات الاخرى يعود ليقدمها وهي بعمر السابعة عشر، اذ تهدد دورية اسرائيلية مدرسة الحسيني بالإخلاء ويتم تهديمها على مرأى ومسمع المواطنين، ما يستدعي خروج الطلبة بمظاهرات ضد الجنود الاسرائيليين، وتصاب على اثر ذلك صديقتها، ما يضطرها لولوج خلية انتحارية تؤمن بطريق الجهاد للخلاص من ربقة الاحتلال، وتتعرف على (هاني: ) وتفجر معه سيارة معطلة على الطريق، وتودع السجن ويحقق معها وتعذب بقساوة للاعتراف على اعضاء الخلية، ويفرج عنها بسبب تعرضها للتعذيب.
الفيلم ككل محبوك بشكل جيد اللهم الا بعض الهنات التي لم تؤخذ بالحسبان ولم يتكفل السيناريو بمعالجتها، اذ تشكل (ميرال) الرابط بين كل القصص، الا ان حكاية (فاطمة) تأتي هامشية ولو لا تعرف (نادية) عليها في السجن لما ورد ذكر لها، فضلا عن الارتباك الحادث في القص بسبب الميل الى الايجاز والاختزال خصوصا في القصص الثلاث الاولى، ويبدو ان المخرج (جوليان شنابيل) عمد الى ذلك ليعطي لقصة (ميرال) الزمن الكافي في العرض، مما اثر على حجم الادوار وفعلها داخل منظومة الفيلم، ما يخيل ان الفيلم وفضلا عن تعدد قصصه ومحاوره الا انه بدوره مقسوم الى نصفين الاول فيه عدة حكايات لعدة شخصيات، والثاني حكاية واحدة لشخصية واحدة، غير هذا فان المخرج اضفى الكثير من الواقعية على مجريات الاحداث من ناحية شكل ومضمون كل لقطة، فسعى جاهدا وبلغة سينمائية سلسة خلق حالة من التعاطف مع الحدث بمجمله، ولا يدع مجالا للشك بما يولده الاحتلال الاسرائيلي من بشاعة ودمار بين الفلسطينيين، وقد تجسد ذلك عبر الانتقالات المدروسة بين حدث واخر، واستخدام الوثيقة التاريخية لإضفاء الكثير من المصداقية على الحدث، فضلا عن الكاميرا الذاتية التي يبدع في استخدامها في كثير من مشاهد الفيلم، والتي تضع المشاهد مكان الشخصية ما يخلق حالة من التماهي وتبادل الادوار بين المشاهد والشخصية المجسدة.
اما على مستوى السيناريو فيبدو ان المخرج اجهد ليجد السبيل في طريقة تقديم ما كتبته الصحفية (رولا جبريل)، الامر الذي احدث بعض الارباك خصوصا في المشاهد الختامية، اذ تتسيد حالة من الرتابة في ايقاع الاحداث، او نوع من الخمول كون ان ما قدم على مدار زمن الفيلم مال الى التكثيف والايجاز الا انه التجأ الى الحشو في النهاية.
وعلى صعيد الاداء التمثيلي فان (هيام عباس) تثبت أنها فنانة مقتدرة، وليس من فراغ نجاحها العالمي، فرصيدها السينمائي بلغ (25) فيلما قدمتها بإدارة كبار السينمائيين منهم: جيم جارموش (حدود السيطرةِ: 2009) وعاموس غيتاي (التحرر: 2007) و(منطقة حرة: 2005) وستيفن سبيلبرغ (ميونخ: 2005)، فضلا عن مشاركتها في افلام: (امريكا: 2009) للكندية من اصل مصري شيرين دعيبس، و(كل يوم عطلة: 2009) للبنانية ديما الحر، و(فجر العالم: 2008) للعراقي عباس فاضل، و(الجنة الان: 2005) للفلسطيني هاني ابو اسعد، (الحرير الاحمر: 2002) للتونسية رجاء عماري.. وغيرها. اما اختيار الممثلة (فريدا بينتو) بدور (ميرال) فكان سيئا بسبب اختلاف سحنتها عن السحنة الشرقية، فضلا عن عدم الاكتراث الذي تبديه مع الاحداث الجسام التي تمر عليها، والمعروف ان الشعوب العربية كثيرة البكاء والتباكي، ويبدو ان شهرة فيلم (المليونير المتشرد: 2008) لداني بويل قد فرضتها على الفيلم.
الفيلم عكس شيئا من القيمة للقضية الفلسطينية المنسية، وابدع في ايصال رسالته التي يمكن اننا لا نتفق معها، الا انه اوصلها بعد عناء وتعب الى مشاهديه، من دون اساءة او ابتذال او خرق، ولذلك فهو يستحق ما اثاره ويثيره في عروضه العالمية القادمة.
• ناقد سينمائي عراقي ورئيس تحرير مجلة (السينمائية).
Avatar
Added by laithalrubayee
12 years ago on 4 July 2011 12:36