Explore
 Lists  Reviews  Images  Update feed
Categories
MoviesTV ShowsMusicBooksGamesDVDs/Blu-RayPeopleArt & DesignPlacesWeb TV & PodcastsToys & CollectiblesComic Book SeriesBeautyAnimals   View more categories »
Listal logo
105 Views
0
vote

(جيوليا لا تواعد في الليل).. بعيدا عن الواقعية الج


تعد السينما الايطالية بواقعيتها الجديدة وما أضفته على مجمل الإنتاج السينمائي العالمي، واحدة من المدارس السينمائية المتميزة، فقد أفرزت من بين ما أفرزت فضلا عن الإسلوب والخصائص الفريدة، مجموعة كبيرة من أهم المخرجين والعاملين في الوسط السينمائي من بينهم: روسيلليني وبازوليني وفيسكونتي ودي سيكا وفيلليني وسكولا وأنطونيوني وبيرتولوتشي والقائمة العريضة الطويلة من الأسماء اللامعة التي لا تضاهى ولا تبارى في قيمة ما قدمته من أفلام أصبحت مدارس ينهل من معينها الخصب الذي لا ينضب الدارسون والمحبون.
إتسمت الواقعية الإيطالية الجديدة طوال عمرها منذ منتصف الأربعينات بسيادة الإجتماعي والسياسي الناقد لكل حيثيات المجتمع والسلطة، ما ألقى بظلالها على مجمل الإنتاج السينمائي الإيطالي وأضفى شكلا ومضمونا مختلفا على السينما الإيطالية في محاولة لمزجها مع المدارس السينمائية العالمية الأخرى كسينما المؤلف والإنطباعية وغيرها، وظهرت لاحقا أسماء أخرى لامعة جسدت هذا التمازج ومن هؤلاء: ناني موريتي وماركو بيلوتشيو وفرانشيسكا اركيبوتشي وباولو فيرزي.. وغيرهم. وعلى النقيض حاول البعض الآخر إلصاق نفسه بالمدرسة الأمريكية والهروب من الواقعية الإيطالية.
في هذا المجال نجد الفيلم الإيطالي (جيوليا لا تواعد في الليل Giulia Doesn't Date at Night: 2009) للمخرج (جيوسيبي بيشيوني)، إذ يحاول معالجة الثيمة الإجتماعية على الطريقة الأمريكية تارة وبلمحات من السينما الفرنسية تارة أخرى، وهو ما يشكل هروبا من الواقعية الإيطالية وأثرها على صناع السينما الإيطاليين.
يدور الفيلم عن الكاتب الروائي المرموق غيدو مونتاني (فاليريو ماستاندري) المرشح لإستلام جائزةِ أدبيةِ نخبويةِ، والذي يعاني من أزمة منتصف العمر فيهجر زوجته وإبنته ليتفرغ لكتابة روايته الجديدة، وبفعل الضغوط النفسية تأخذ شخوص روايته بمطاردته فيصبح ضائعا ما بين خيالاته وحياته الواقعية.
يضطر للتسجيل في دروس تعلم السباحة بدل إبنته، ويتعرف هناك على معلمة السباحة الجميلة جيوليا (فاليرا غولنو) والتي تهبه الإبداع في الكتابة والسباحة، لكن غيدو يَشعر بأنّ جيوليا تَخفي أسرارا غير عادية عن ماضيها.
لاحقا يتضح أن جيوليا مدانة بجريمة قتل عشيقها السابق، نتيجة محاولته هجرها، بعدما تركت زوجها وإبنتها لتهرب معه، ونتيجة سلوكها الجيد في السجن يسمح لها القاضي بالخروج صباحا لإعطاء دروسا في السباحة، ويبذل غيدو مساع حثيثة من أجل جمع جيوليا مع إبنتها التي ترفض مقابلتها كونها هجرتها ولم تعد تشعر بأي حنين إليها، الأمر الذي يدفع جيوليا إلى الإنتحار، وخسارة غيدو الجائزة.
هذا الفيلم من إخراج الإيطالي (جيوسيبي بيشيوني- 57 سنة) مقدم أفلام (بليك الكبير: 1987) و (اطلب القمر: 1990) و(مدان للزواج: 1993) و(قلوب فقيرة: 1995) و(كلمات من القلب: 1997) و(ليس من هذا العالم: 1999) و(نور عيوني: 2001) و(الحياة التي أريد: 2004) وأخيرا (جيوليا لا تواعد في الليل: 2009)، وفيه يركز على الأبعاد الإجتماعية للقصة خصوصا أزمة غيدو النفسية والروائية، وأزمة جيوليا وما تعانيه من عقدة ذنب، لذلك يظهر الإثنان تائهان وسط عوالمهما الخاصة، فالبرود والإصفرار يطغى على كل حركاتهما وسكناتهما، حتى في لحظاتهما الأشد خصوصية وإثارة لا تجدهما مكترثين بها، فضلا عن الإرتباك الذي يحيطهما، وهو ما حاول جاهدا المخرج عمله بدفعه عجلة الأحداث نحو ما يريده من دون أي مبررات درامية، لذلك ظهرت - القصة- وكأنها عملية لصق حدث بآخر من دون مراعاة نهاية الحدث وعلاقته بما قبله وما بعده، الى درجة أن المخرج يوهم الجميع بتعدد السرد حينما تبدأ شخصيات الرواية بالظهور كأشباح تطارد غيدو، لكن ما تلبث أن تخبو هذه المحاولة في خضم الأحداث المرتبة عنوة.
وهذه النتيجة حتمية بالنظر لطغيان سلطة المخرج على من معه، فقد كان مشاركا في كتابة القصة مع (فيدريكا بونتريمولي) الأمر الذي أضاع المبررات الكافية لحساب النتيجة المطلوبة، ولنذكر بعض الأمثلة على ذلك: أسباب هجر غيدو لزوجته وإبنته وسكنه في منزل آخر؟ هل أن شغف غيدو بالسباحة سببا كافيا لإنخراطه في تعلمها بعد هذا العمر الطويل؟ لماذا لا تكترث زوجته له على طول الفيلم، إلا انها وفي لحظة واحدة تتوسله من أجل قضاء ليلة معها؟.. وغير ذلك الكثير.
الا ان ما يشفع للفيلم في النتيجة النهائية هو تقديمه قيمة الاسرة واثرها الانساني على باقي القيم الاخرى كالشهرة والمجد وغيرها، وهو ما انتهى اليه الفيلم بهدوء.

Avatar
Added by laithalrubayee
12 years ago on 4 July 2011 11:59